تحقيق السلام ينبغي أن يكون مطلبنا الأول
07-04-2014 08:34 AM
محجوب محمد صالح
قضية السلام في السودان ينبغي أن تكون هي القضية المركزية لكل القوى السياسية السودانية، ذلك أنها الأساس في كل الأزمات التي ظللنا نواجهها منذ استقلالنا وحتى اليوم وقد... الطريق يوم أن فشلنا في أن نتعامل معها كقضية سياسية، واعتبرناها قضية أمنية، متجاهلين أن البندقية لن تحل قضية سياسية، ولن توفر استقراراً ولا أمنا مثبتاً.
أسباب الحرب الأهلية -التي ظلت مستعرة في السودان منذ تمرد الفرقة الاستوائية في مدينة توريت في المديرية الاستوائية جنوبي السودان وإلى يوم الناس هذا، تلك الأسباب موروثة أو مستحدثة- تراكمت بسبب الفشل في إدراك واحترام تنوع أهل السودان واختلاف أعراقهم وتباين ثقافتهم، وزادها حدة أن مجمل السياسات التي اتبعت ركزت التنمية والخدمات في منطقة الوسط، متجاهلة الأطراف، مما خلق شعوراً بالمرارة وإحساساً بتراكم المظالم والتهميش والغياب عن ساحة القرار الوطني.
وكل هذه الظواهر جزء من تحديات بيان الأمة التي واجهت كل الدول الإفريقية تقريباً ساعة استقلالها، وهي تسعى لبناء أمة موحدة من مجموعة من القبائل المتناحرة والمتصارعة تاريخياً، بسبب تنافس محموم حول الموارد الطبيعية، وبناء الوحدة الوطنية -تحت مثل هذه الظروف- يشكل تحدياً كبيراً، وقد عانت منه دول كثيرة، وأوروبا -التي تبدو الآن موحدة- يسجل التاريخ أن توحيدها في دول قومية مكان دويلاتها المتناثرة تم عبر بحر من الدماء.
وبدلاً من أن نتعلم من تلك الدروس التاريخية، وبدلاً من أن نبتدع وسائل لتوحيد أهل السودان قائمة على الاعتراف بتنوعهم وتعددهم واحترام ذلك التنوع وإدارة شؤون البلاد على قاعدة من الإنصاف والعدل وتكافؤ الفرص، سعينا لفرض رؤية مركزية تكرس لهيمنة الوسط على حساب الأطراف، فزدنا النار اشتعالاً، وعندما اشتعلت الحروب كان رد فعلنا الأوحد والأهم هو محاولة فرض سلطة الدولة بالقمع واللجوء إلى البندقية لحل أزمة سياسية.
البندقية يمكن أن تحفظ أمن بلد مستقر وتحميها من عدوان خارجي، ولكنها لا تحقق استقراراً إذا كانت معاركها تدور داخل أوطانها وإذا كانت البنادق مصوبة نحو صدور المواطنين، وقد أرهقنا الجيش السوداني، وهو يدير معارك لا تنقطع في شتى أنحاء السودان، وعبر عقود من الزمان، ولكن ذلك كله لم يكن مجدياً ولم يصل بنا إلى الاحتفاظ بجنوب السودان جزءاً من الوطن، ولم يعالج أزمة دارفور، ولم يطفئ نيران التمرد في جنوب النيل الأزرق ولا جنوب كردفان، بل كانت نتيجة السعي بفرض الحل العسكري أن أرهقنا أيضاً موارد البلاد.
اقتصاد السودان بهشاشته ومحدوديته ليس قادراً على تحمل أعباء حرب غالية التكلفة لا تبدو نهايتها في الأفق، والأزمة التي نعيشها الآن جزء منها يعود إلى أن الاعتمادات المالية التي كنا يمكن أن نستفيد منها في التنمية أو تقديم الخدمات لا بد من توجيهها لتمويل الآلية الحربية والحرب باهظة التكاليف في الأنفس والأموال، وهي بطبيعة تخلق توترات داخلية تنعكس سلباً على الاستقرار الآمن، وتخلق حركات نزوح، وتخلي مناطق بأسرها من الأيدي العاملة، مما يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية وانخفاض الإنتاج وانتشار البطالة.
إذا كانت الحرب الأهلية على هذا القدر من الخطر، وعلى هذا القدر من التكلفة المادية والبشرية، فكان الأجدر بها أن تحتل مكاناً متقدماً في استراتيجيات وبرامج كل أحزابنا، وكان الأجدر أن تحركهم المآسي التي تخلفها تلك الحروب، لكي يتخذوا ليس فقط موقفاً داعماً للسلام، بل إلى تكثيف الجهود للخروج من مستنقع الحرب الأهلية، عبر سلام يتحقق، عبر تفاوض قاصد، وعبر دراسات متعمقة لجذور الأزمة وأبعادها، واحترام للتعددية، وإشراك كافة المواطنين في صناعة القرار وفي إدارة شؤونهم، وتفعيل آلياتهم المعتمدة لفض النزاعات، وفوق هذا وذاك العدالة في اقتسام الثروة والسلطة، والانحياز للمناطق الأكثر تخلفاً لمعالجة موروثات السياسات السابقة المختلة، ولن يكون مثل هذا المشروع سهل التحقيق، لكنه حينما يبدأ يضع المسار على الطريق الصحيح.
فمتى يتصدر السلام أجندتنا الوطنية؟
• mahgoubsalih@maktoob.com
قضية السلام في السودان ينبغي أن تكون هي القضية المركزية لكل القوى السياسية السودانية، ذلك أنها الأساس في كل الأزمات التي ظللنا نواجهها منذ استقلالنا وحتى اليوم وقد... الطريق يوم أن فشلنا في أن نتعامل معها كقضية سياسية، واعتبرناها قضية أمنية، متجاهلين أن البندقية لن تحل قضية سياسية، ولن توفر استقراراً ولا أمنا مثبتاً.
أسباب الحرب الأهلية -التي ظلت مستعرة في السودان منذ تمرد الفرقة الاستوائية في مدينة توريت في المديرية الاستوائية جنوبي السودان وإلى يوم الناس هذا، تلك الأسباب موروثة أو مستحدثة- تراكمت بسبب الفشل في إدراك واحترام تنوع أهل السودان واختلاف أعراقهم وتباين ثقافتهم، وزادها حدة أن مجمل السياسات التي اتبعت ركزت التنمية والخدمات في منطقة الوسط، متجاهلة الأطراف، مما خلق شعوراً بالمرارة وإحساساً بتراكم المظالم والتهميش والغياب عن ساحة القرار الوطني.
وكل هذه الظواهر جزء من تحديات بيان الأمة التي واجهت كل الدول الإفريقية تقريباً ساعة استقلالها، وهي تسعى لبناء أمة موحدة من مجموعة من القبائل المتناحرة والمتصارعة تاريخياً، بسبب تنافس محموم حول الموارد الطبيعية، وبناء الوحدة الوطنية -تحت مثل هذه الظروف- يشكل تحدياً كبيراً، وقد عانت منه دول كثيرة، وأوروبا -التي تبدو الآن موحدة- يسجل التاريخ أن توحيدها في دول قومية مكان دويلاتها المتناثرة تم عبر بحر من الدماء.
وبدلاً من أن نتعلم من تلك الدروس التاريخية، وبدلاً من أن نبتدع وسائل لتوحيد أهل السودان قائمة على الاعتراف بتنوعهم وتعددهم واحترام ذلك التنوع وإدارة شؤون البلاد على قاعدة من الإنصاف والعدل وتكافؤ الفرص، سعينا لفرض رؤية مركزية تكرس لهيمنة الوسط على حساب الأطراف، فزدنا النار اشتعالاً، وعندما اشتعلت الحروب كان رد فعلنا الأوحد والأهم هو محاولة فرض سلطة الدولة بالقمع واللجوء إلى البندقية لحل أزمة سياسية.
البندقية يمكن أن تحفظ أمن بلد مستقر وتحميها من عدوان خارجي، ولكنها لا تحقق استقراراً إذا كانت معاركها تدور داخل أوطانها وإذا كانت البنادق مصوبة نحو صدور المواطنين، وقد أرهقنا الجيش السوداني، وهو يدير معارك لا تنقطع في شتى أنحاء السودان، وعبر عقود من الزمان، ولكن ذلك كله لم يكن مجدياً ولم يصل بنا إلى الاحتفاظ بجنوب السودان جزءاً من الوطن، ولم يعالج أزمة دارفور، ولم يطفئ نيران التمرد في جنوب النيل الأزرق ولا جنوب كردفان، بل كانت نتيجة السعي بفرض الحل العسكري أن أرهقنا أيضاً موارد البلاد.
اقتصاد السودان بهشاشته ومحدوديته ليس قادراً على تحمل أعباء حرب غالية التكلفة لا تبدو نهايتها في الأفق، والأزمة التي نعيشها الآن جزء منها يعود إلى أن الاعتمادات المالية التي كنا يمكن أن نستفيد منها في التنمية أو تقديم الخدمات لا بد من توجيهها لتمويل الآلية الحربية والحرب باهظة التكاليف في الأنفس والأموال، وهي بطبيعة تخلق توترات داخلية تنعكس سلباً على الاستقرار الآمن، وتخلق حركات نزوح، وتخلي مناطق بأسرها من الأيدي العاملة، مما يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية وانخفاض الإنتاج وانتشار البطالة.
إذا كانت الحرب الأهلية على هذا القدر من الخطر، وعلى هذا القدر من التكلفة المادية والبشرية، فكان الأجدر بها أن تحتل مكاناً متقدماً في استراتيجيات وبرامج كل أحزابنا، وكان الأجدر أن تحركهم المآسي التي تخلفها تلك الحروب، لكي يتخذوا ليس فقط موقفاً داعماً للسلام، بل إلى تكثيف الجهود للخروج من مستنقع الحرب الأهلية، عبر سلام يتحقق، عبر تفاوض قاصد، وعبر دراسات متعمقة لجذور الأزمة وأبعادها، واحترام للتعددية، وإشراك كافة المواطنين في صناعة القرار وفي إدارة شؤونهم، وتفعيل آلياتهم المعتمدة لفض النزاعات، وفوق هذا وذاك العدالة في اقتسام الثروة والسلطة، والانحياز للمناطق الأكثر تخلفاً لمعالجة موروثات السياسات السابقة المختلة، ولن يكون مثل هذا المشروع سهل التحقيق، لكنه حينما يبدأ يضع المسار على الطريق الصحيح.
فمتى يتصدر السلام أجندتنا الوطنية؟
• mahgoubsalih@maktoob.com
انا سودانى مقيم قانونيا بايطاليا ومنها تزوجت وطلقت ولى ثلاث ابناء اكبرهم بالجيش الايطالى والاخر مهندس واصغرهم ابنتى محاميه بنقابه الموظفين - تغربت من السودان ١٩٧٣ وكان دون حرب ثم اشتعلت لكى تنتشر دارفور- جنوب كردفان- النيل الازرق - ىالنا من امه جاهله يحكمها حزب لا علاقت له بالاسلام انما هى عصابه لصوص
No comments:
Post a Comment